مازال عداد ضحايا فيروس كورونا مشتغلا دون توقف، ومازال مستمرا في حصد الأرواح كل يوم وفي كل بقاع العالم، ومن أجل فهم كيف يؤدي هذا الفيروس إلى الوفاة، يجب فهم كيف يسبب المرض!
عنوان تجريبي لفقرة
شأنه شأن باقي الفيروسات، فيروس كورونا لا يتكاثر إلا وسط الخلايا، ولا يمكنه الدخول إلا إلى أنواع محددة من الخلايا، تلك التي تمتلك مستقبلات خاصة في جدارها يتعرف عليها الفيروس.
توجد هذه المستقبلات في عدة أنسجة، خصوصا خلايا الرئتين ولهذا فهدف الفيروس الأساسي هو تدمير بعض الخلايا الرئوية، مما يؤدي إلى استجابة مناعة الجسم، أي ما يسمى بالالتهاب.
يؤدي الالتهاب إلى إفراز عدة مواد تسمى وسائط التهابية كالسيطوكين، تؤثر هذه المواد بشكل موضعي فتوسع العروق محليا وتزيد من جريان الدم وتجذب الكريات البيضاء إلى موضع الالتهاب، مما يساعد في محاصرة الفيروس و إصلاح الأنسجة المدمرة لاحقا.
في حالة الإصابة بفيروس كورونا المؤدي إلى مرض كوفيد-19، قد يكون الإلتهاب الرئوي خفيفا وإيجابيا، ولكن لبعض الناس قابلية أكبر لاستيطان الفيروس، خصوصا كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فيكون الالتهاب في حالتهم حاد جدا، مما يجعل الرئة عاجزة عن العمل وتوفير الأوكسجين للأنسجة بشكل كافي فيحتاجون للتنفس الاصطناعي.
عنوان تجريبي لفقرة
وتنتشر الوسائط الالتهابية في كل الجسم مما يؤدي إلى توسع العروق بشكل كبير، ثم إلى انخفاض حاد في ضغط الدم، وتنقص وثيرة تزويد الدم للأنسجة، ومن ثم تزويد أعضاء الجسم بالأوكسجين، خصوصا الأعضاء الحيوية كالقلب والكلى والدماغ..
مما يؤدي في نهاية المطاف إلى موت الخلايا ومزيد من الالتهاب، ليتفاقم الأمر إلى أن يصبح الفشل شاملا مؤديا إلى الموت.